الهُروبُ مِنَ الوَحْدَةِ
كاتبه | رامي فلمبان
أَهرُبُ مِن
صَمتِ اللَّيلِ
وأَصْوَاتِ
أَفْكَارِي الَّتِي تَنسُجُ لِي شِبَاكًا خَفِيَّةً،
مِن غُرْبَةٍ
بَيْنَ الجُدْرَانِ الأَرْبَعَةِ
وَزِحَامٍ لَا
يُشْبِهُنِي.
أَبحَثُ عَنْ
وُجُوهٍ
تَمْحُو
تَجَاعِيدَ السُّكُونِ مِن دَاخِلِي،
عَنْ أَصْوَاتٍ
تَمْلَأُ فَرَاغَ
الصَّمْتِ المُخِيفِ.
أَفْتَحُ
نَافِذَةَ القَلبِ
لَعَلَّ الرِّيحَ
تَهْمِسُ لِي بِشَيْءٍ
يُبْعِدُ عَنِّي
هَذَا الخَوْفَ
الَّذِي لَا يَنَامُ.
أَسِيرُ فِي
دُرُوبٍ بِلَا وِجْهَةٍ،
أَلمِسُ دِفْءَ
الوُجُوهِ العَابِرَةِ
وَآمَالًا
مُبْعَثَرَةً
فِي شَظَايَا
اللَّحَظَاتِ.
لَكِنَّنِي
أَعْلَمُ،
أَنَّ الوَحْدَةَ
تَكْمُنُ فِي دَاخِلِي،
وَأَنَّ هُرُوبِي
مِنْهَا
مَا هُوَ إِلَّا
هُرُوبٌ إِلَيْهَا،
بِخُطًى
هَادِئَةٍ،
تُعِيدُنِي
دَائِمًا إِلَى ذَاتِي.